هذه المقالة نشرتها الرائعة غادة السمان في مجلة العربي عدد شهر 10/2008 تتحدث فيها عن روايتها الرائعة أو المستحيلة كما تحب أن تسميها (فسيفساء دمشقية) التي ما أن تبدأ بقرائتها حتى يتطاير عطر زهر الياسمين الدمشقي من بين الكلمات و السطور. لمن يريد أن يعرف دمشق بكل عظمتها و جمالها أن يقرأ هذه الرواية.
أروى
« غادرت غادة السمان دمشق مبكرًا، ولكنها لم تغادر قلبها. ظلت دمشق هي حبها الأول ومأوى روحها، وعندما بدأت تستعيد سيرتها الذاتية، وتكتب روايتها المستحيلة تفجرت كل العطور القديمة من عاصمة الياسمين، وتلونت سطور غادة السمان بنوع من الأسلوبية الغنائية الفريدة.
إن «العربي» في هذا الملف تحاول أن تستعيد دمشق من خلال غادة السمان، ذاكرة وأدبًا، وهي ترسل التحية إلى تلك المدينة العربية العتيدة التي تشهد هذا العام 2008 احتفالاتها كعاصمة للثقافة العربية »
ولم أَخُنْ
ياسمين جدتي
لا تسأليني ياشام
النص الذي سأخطه الآن عن دمشق لن يكون موضوعيًا. وعلى من يبحث عنمعلومات محايدة وموثقة بالأرقام عن تلك المدينة السحرية ألا يتابع القراءة.
فأنا أتحدث عن مسقط قلبي ورأسي، امبراطورية الياسمين، مدينة غبارهاالنجوم وأنشودتها نغمة التحدي للفاتحين على مر الدهور.. مدينة تكسرت محاولات الزمنلإذلال شعبها الرقيق كحد سيوفها، الشرس كأحصنة العرب البرية التي تستعصي على ترويضيد غريبة. دمشق مدينة أحزاني البضة، مدينة القبلة الأولى، دمشق التي يتعذر علىعشاقها مثلي سجنها داخل صناديق الذاكرة الموصدة، وستظل إلى أبدي تهيم في قاع روحي،وعبثًا أحاول أن أنسى بإتقان ما كان، أو أتذكر بدقة كل ما كان، أو أختم بالشمعالأحمر ذاكرتي معها.
جدتي تحت الشجرة.. والعقرب
=================
ثمة لحظة شامية لم أنسها يومًا، وأستعيدها كلما أحاقت بي المتاعبوالأحزان (كما يحدث للبشر جميعًا) كانت جدتي تصلي، وأخي سلمان وأنا نتقافز كقردينحولها ونلعب (كأي طفلين تقوم بتربيتهما بعد وفاة أمهما) حين تسمرت وسليمان ونحن نرىعقربًا مرعبًا يتجه صوبها، وشاهدته جدتي لكنها تابعت صلاتها بهدوء بينما هو يقتربمنها ثم يمر من بين قدميها، وركعت دون أن تلفت إليه وسجدت ولم يرف لها جفن.
ومضى العقرب إلى حديقة المصيف عبر الباب المفتوح والرعب حجّرنا، شقيقيوأنا.
جدتي الشامية العتيقة المنحدرة كجدي لأبي من أسر متجذرة في (الشام) منذ مئات السنين علمتني يومئذ درسًا لم أنسه يومًا، ولولاه لما استطعت أن أستمرطويلًا هكذا. بالمقابل، علمتني اللاذقية البحرية مدينة أمي والشاطئ السوري (مهدالأبجدية الأولى) عشق الرحيل والتعامل مع الحرف باحترام خاص يكاد يلامس حدودالتقديس. وحين أخط نصًا (كما أفعل الآن) تظل حشرة التفكير السوداء تعذبني فيما بعدتهمس كالوسواس: بدّلي هذه الكلمة – اشطبي هذا السطر – أعيدي كتابة هذا النصكله..
أسرار «حكاية غرامي» مع «الشام»
حسنًا. لأمعن اعترافًا لم أغادر دمشق وأرحل لمجرد أنني ولدت وفي فميبطاقة سفر، أو لمجرد رغبتي في متابعة دراسة (الماجستير) في الجامعة الأمريكيةببيروت. قبلها تشاجرت مع دمشق شجارًا كبيرًا كما هي الحال في شجار العشاق.. حيثالحب مرادف للقتل وكانت المحصلة الحكم عليّ بالسجن لثلاثة أشهر بقانون رجعي المفعولولذنب أفخر به وهو عشق الرحيل، وباللغة الرسمية: لأنني من حملة الشهادات العاليةوغادرت بلدي دونما إذن مسبق). لم أعد وقتها طبعًا لأن فكرة السجن لم ترق لي!!
ويوم أصدر رئيس البلاد عفوًا عامًا شملني عام 1970 كنت قد تزوجت قبلهابأشهر وحاملًا أيضًا.. وببطني الكبير ورأسي الصغير استقررت في لبنان.. وكنت دائمًاأعرف أن الاستقرار في بيروت يشبه توازن بيضة على دبوس فوق طاولة في قطار! وعبرت عنذلك القلق في نبوءة عرافة روايتي «بيروت 75» بالحرب الأهلية والرواية صدرت عام 1974.. شجار العشاق بيني وبين دمشق لم يطل، وحين قصفت إسرائيل دمشق عام 1973 أعلنالحب العتيق وفاءه وكتبت: «دمشق، أيتها العتيقة كسنديانة الأساطير. طيورك المهاجرةتقطنك أينما كانت، تحترق أجنحتها إذا مرت بصمودك صاعقة. دمشق، يا لؤلؤة الزمن! ليستمصادفة أن تضربك إسرائيل فأنت أقدم مدينة مأهولة في التاريخ وفي مجرد (وجودك) تحدٍلكل من يفتقد إلى العراقة والأصالة والعظمة الإنسانية، وكنت دومًا مقبرةللغزاة..
إنه الحب الكبير، يستمر على الرغم من تماريني السويدية اليومية علىالنسيان.
جائزتي الأولى كانت من لبنان الحبيب
أكرر: منذ ألف عام كنت أروح جيئة وذهابًا على شرفة بيتي في «ساحةالنجمة» الدمشقية واليوم، بعدما هدموا المبنى، مازال شبحي يروح ويجيء على شرفةمعلقة في الفضاء.. وسأظل دائمًا شجًا عاشقًا في دمشق لا تفلح قيمة في التخلص منه.. والشعراء والصعاليك والعشاق سيرون شبحي على شرفة بيتي العتيق اللامنسي آخر الليلالشامي. بالمقابل، أعترف بلا حرج أن مدينتين تسبحان في دورتي الدموية هما دمشقوبيروت.. ولن أنسى يومًا كيف احتضنني لبنان بكل كرم الحنان والعطاء في الشدة. ودللحرفي وأطلقه إلى القارئ العربي.. ولن أنسى أنني بعد عشرة أعوام من وصولي إلى لبنانكطالبة في الجامعة الأمريكية، غمرني كرم ذلك البلد بمنحي أرفع جائزة أدبية، وهيجائزة الإبداع من رئيس الجمهورية اللبنانية التي كانت تقدمها «جمعية أصدقاء الكتاب» وذلك على مجموعتي القصصية «رحيل المرافئ القديمة» والأجمل من ذلك كله ان أحدا لميغضب لأنني لم أذهب لتسلم الجائزة يومئذ بل نابت عني (حماتي) السيدة سارة داعوقغندور رئيسة جمعية «العناية بالطفل والأم» وحاملة وسام الاستحقاق لأعمالها الخيريةفقد كنت يومها أعمل على روايتي الأولى «بيروت 75» ومع الكتابة شعاري: وداعًا لكلشيء. لكنني فخورة بتلك الجائزة أكثر من فخري بجوائز أخرى غريبة حازتها ترجمات كتبيكـ «القمر المربع» و«بيروت 75» وسواهما. فقد كانت جائزتي من لبنان الجميل هيالأولى.. هذه هي بيروت: تحتضن الجميع دونما استثناء، وهذا هو لبنان وطن السخاء حتىالغناء إكراما للآخر!!
لبنان علمتني دمشق حبه عبر درس الوفاء الشامي، واحتضنتني بيروت حيثتشاجرت مع مدينتي الأم ولن أنسى ذلك يومًا. ولكن شوقي إلى دمشق لا ينطفئ وفي العيدالتذكاري للفراق أستند على شجرة الياسمين العتيقة كعكاز وأمشي منتصبة في شوارعالتشرد المزروعة بفخاخ الغربة، والعيون المفروشة بالألغام.. وفي الليل ألتحفبالذاكرة وأنام في حضن دمشق، وسادتي عباءة جدي في دكانة خلف الجامع الأموي وفي بيتهفي «زقاق الياسمين» محصنة بتعاويذ جدتي، ولن أخونها. وانا سعيدة لأن المخرج السوريالمبدع سمير ذكري يقوم الآن بتحويل روايتي عن زقاق الياسمين «فسيفساء دمشقية» إلىفيلم عنوانه «حراس الصمت» والمحرض الإبداعي هوالأستاذ محمد الأحمد (حفيد الشاعرالسوري الكبير بدوي الجبل) بصفته الرئيس لـ «المؤسسة العامة للسينما السورية».
التسكع في دمشق القديمة مع بطل روايتي
أتحدث الآن عن دمشق في أدبي. في روايتي «الرواية المستحيلة/ فسيفساءدمشقية» يتسكع أحد أبطال الرواية (1945) «أمجد الخيال» وهو يمشي وحيدًا تحت المطربعدما غادر جامعة دمشق حيث يعمل أستاذًا، ويدوس بقدسية «الدهبيات» الاسم الشاميلأوراق الخريف الذهبية اللون، ويمشي مارًا بمآذن «التكية السليمانية» حيث كل مئذنةمثل ذراع عملاقة تتضرع إلى السماء في رشاقة حجرية، وبردى يتحول إلى مرآة ضوئية وعسلالغيوم يسيل بعذوبة فوق القبات المذهبة بالغسق.. وذلك التسكع كله نحو «سوقالحميدية» حيث تفوح عطور صرر الاوزي (طعام دمشقي) والمطارق الخشبية تهوي فوق البوظة (القيمق والدندرمة» ومزاريب سقف السوق تقطر منها مياه المطر.. شوارع الخاناتوالميازيب والقباقبية وسط القباقيب «الشبراوية» والأغباني والبروكار والشراويلالعجمية والمصدّفات. بطل روايتي تسكع على غير هدى بين قبر «صلاح الدين» و«مئذنةالشحم» وأزقة المسك والعطوس والعنبر والقرفة والدكك المتآكلة وبهارات الهندوالكسبراء الجافة والكمون والزنجبيل وجوزة الطيب والآنية البلورية بموادها الحيةالسحرية المجففة، والهواء بصدئه الحنط والخيش المغبر.. ثم «زقاق الياسمين» حيث بيتجد أمجد الخيال بطل الرواية
يا «زقاق الياسمين» هل تفتقدني؟
هل كان البيت الشامي العتيق خلف الجامع الأموي في «زقاق الياسمين» يبكي واحدة من بطلات الرواية (هند) أم كان يبكي غيابي عن دمشق كما كنت اشتهي أنتبكيني الأماكن التي عشقتها بنرجسية مخزية؟ هل كانت الضرورة الفنية الأدبية تستدعيهذا النص في روايتي.. الرواية المستحيلة – فسيفساء دمشقية؟ أم كان النص دخيلا علىالرواية فنيا؟ لن أدري ولن يستطيع أي ناقد الجزم بذلك.. ولكن البيت العتيق الشبيهببيت جدي انتحب لمناسبة ما وجمالياته تطغى على المشاعر البشرية العابرة.. وها هيصورة البيت الشامي العتيق بكل بهائه ورمزيته الأكثر سحرًا من الشعر والنثرالروائي.. ها هو الباب الخشبي الكبير للبيت، المحفور بنقوش إسلامية تتكاثف عند طرفهالأعلى المقوس المطروق بالنحاس والذي ينفتح في أسفله باب آخر صغير يكفي لمرور شخصعلى الرأس (احتراما للبيت الحي). لازلت أرى النباتات المزروعة في صدر الدار وأسمعخرير ماء «البحرة» الرخامية التي تتوسطه كصدى لأنشودة المطر والبركة.. رائحةالياسمين والريحان والورد البلدي الأبيض والزنبق والفل والشاب الظريف والأضالياوالطرخون «الخائن» الذي تزرعه جدتي في حوض ما لكنه ينبت في حوض آخر!
! وأزهار «المجنونة» الليلكية تراقص الياسمين (العراتيلي) الذي يتسلقالجدران حتى غرف النوم.. متلصصًا.
بطل رواية «فسيفساء دمشقية أم أنا؟»
ها نحن في «الإيوان المحاط بثلاثة جدران في «الديار» حيث يجلس أحدأبطال روايتي المستحيلة التي يحولها سمير ذكري الى فيلم كما ذكرت لكم، يجلس فيالإيوان محاطًا بسيمفونية الازهار والعطور أمامه الحديقة الداخلية. الإيوان تغطيهقبة تكسوها النقوش الاسلامية والمقرنصات.. يسترخي على مساند «البروكار» المدعومةبالجدار (الرخامي) خلفها.. ها هي الفسقية المرتفعة المطعمة بالفسيفساء تبكي هند (إحدى بطلات الرواية) الماء الذي يتفجر منها ويسيل على جدار (السلسبيل) المطعم يبكيليل نهار وكذلك الابواب الخشبية المنحوتة بزخارف إسلامية مطعمة بالنحاس المطروحالتي تنفتح على «القاعة الكبرى» الخاصة بالضيافة بسقفها المرتفع كالإيوان.. والآياتالقرآنية والحكم منقوشة عليها مثل «رأس الحكمة مخافة الله» التي تتكرر على خشبالعديد من الأبواب.. أقواس الإيوان الثلاثة تبكي هند.. العمودان اللذان ينحدرانبرشاقة غزلانية من (الدانتيل) الحجري كما في قصر الحمراء يبكيان بصمات الأجداد علىكل شيء وأجداد أجدادهم تبكي.. ولا عزاء (لزوج الراحلة) إلا في قراءة الحكمة علىالباب الملاصق لجلسته: «ولا غالب إلا الله».. اللوح المرمري المنقوش على الجداريبكي الزخارف. المشقف. والابلق، العجمي، المجزع (والزخرفات) الشامية الأخرى كلها منجصية وخشبية ورخامية وحجرية) تبكي.. تجهش بالنحيب ومن جناحيها تهب رائحة اليانسونوالقرفة والمشمش والتفاح والعنب والتوت والليمون والنارنج والهرجاية والمانولياوسواها.
أخط أبجدية البيت الشامي العتيق بحنين ولكن حذار من التوهم باننيأنتمي إلى حزب المنتحبين على الغابر والذين يجففون الأزهار العتيقة بين دفات الكتبمصغرة الأوراق ويرتدون سرًا فساتين المخمل التابوتية التي تفوح منها روائحالنفتالين وترقص في (دانتيلها) حشرات العتة. أنتمي إلى الحاضر وإلى مستقبل لايقطعصلته بالماضي كي لا يموت بردًا وفقرًا إنسانيًا.. وإذا نسيت دمشق فسأموت بردًا كماأكرر دائمًا. ولم اقتلع من قلبي يوما ياسمينة جدتي لأزرع في موضعها برج إيفل أوتمثال الحرية النيويوركي.
صحيح أنني أسمع رنة بيتي الشامي العتيق وهي تتنفس بصوت يكاد يكونبشريًا، منتحبة بنشيج دهري في أصدائه صوت بكاء نساء خافت ممتزج بالمواويلو(الولاويل) على طول عصفور من القهر السري و(انكسار الخاطر) لكنه بيت صامد لايزعزعه أحد.. وصحيح أنني ككل شامية عتيقة أعرف أن البيت الشامي يتطور ويصحح ذاته منالداخل، لكنني أيضًا أعرف أن حضور الأشباح في دمشق العتيقة أمر عادي حيث يخلّف كلجَدّ وبقية أرواح الأسلاف شيئًا منهم في البيت. لكنني أيضا ككل الشوام (أي أهلالشام) أعرف أن «قيمة كل امرئ ما يحسنه» كما يقول النقش في الخشب على باب غرفة نومجدي وان الإنسان ليس بأصله وفصله بل وأولاً بما يقدمه للناس من عمل.
إنها الأعتق ولكن الأكثر شبابًا
دمشق هي المدينة الأقدم المأهولة في كوكبنا، والمستمرة، ولكنها أيضًاالأكثر شبابًا وحيوية وهنا المفارقة الجميلة.
ولأنني «شامية عتيقة» أحب أسلافي وقد أتشاجر مع جدي ولكنني لا أجرؤعلى تمزيق عباءته ولا تلويثها.. بالمقابل لا أريد أن أرتدي جبة جدي أو أختبئ داخلأكمامه وأنام في جيوبه بشخير تاريخي. أريد أن أرتدي حياتي كما أشاء وأفصّل ثوب زمنيعلى مقاسي.. والتراث ليس بالضرورة (إعاقة) الإبداع، بل إنه المحفز على الاستمراريةوالإبداع وتجاوز الأزمنة إذا عرفنا كيف نسافره. أكرر: دمشق مدينة تقطنك حينتغادرها؛ أزقتها، أبوابها التاريخية، دمشق؟ تزوج الحنان من الحجر فولدت بيوت تنحنيعلى أهلها كرحم. في أزقة متلاصقة الشفاه، كهمس العشاق، قرب «باب توما» الشاغور. الميدان «باب الصالحية» ساحة المرجة، القطاع، سوق ساروجة، والذهب الضوئي يسيل منقباب «الجامع الأموي» و«ستي زينب» ومن جرس كنيسة القديس بولس وآثار أقدامه حتىروما.
قبل أن أرحل بعيدًا قرأت دفتر الياسمين في دمشق. قرأت طلاسمها،أحجياتها، تعاويذها، دم ثوارها، قرأت ميسلون.. ثم بدأت طيراني وفي دمي ذلك كله.
ولكن دمشق هي أيضا (الاسم الحركي) لسورية عندي، ولكل مدينة عرفتهاهناك وأحببتها بدءا بغابات كسبة وصلنفة ومرورا بتدمر والقامشلي وحلب والدريكيش وحمصوحماة والسويداء وسواها كثير في دمي ولا يحصى.
جيل ولد يوم غادرتها
في الليلة الماضية، قالت لي ذاكرتي: ارسمي لي خروفاً. فرسمت لها مدينةاسمها دمشق لم أرسمها طالعة من مرايا الماضي وحدها.. بل رسمت شهوة المستقبل. رسمتشرفتي العتيقة في «ساحة النجمة» الدمشقية ووقفت عليها، لم تمر مواكب الماضي وحدهاأمام عيني، بل شاهدت تحت شرفتي، الجيل النضر الذي ولد خلال غيبتي عنها.. والجيلالذي سيولد بعد أن أموت!.
غادة السمان
Ennio Morricone – Angel Voice ♫ مع كلمات غادة السمان
Azouzi Mohamed